الخيارالثاني
هناك فئة من الناس تعتقد أن النجاح في الحياة يتأتى من المغامرةوأخذ المجازفة والقرارات الجريئة بينما الفئة الأخرى ترى أن التخطيط والتنظيم الجيدالمتأني هما اللذان يجلبان النجاح . فما هي أسرار النجاح وكيف نصنعه ولأي فئة أنت تنتسب .
قدم وجهة نظركـ مستشهدا بأمثلة وتجارب عرفتها في حياتكــ .
.
عندما نحاول ان نتشبث بقدرات خائبة لنا واصول متفرقة وعبارات مهمشة
وافكار عائمة ليس لها جذور او ليس لها منافذ للغد ، عندها سينهدم جدار سميك
وتنتهي بدايات لنا مع اول خطوة نحاول ان نخطوها لغد نتوهم انه سيكون
غدنا المشرق بما يحتويه من نجاحات وابتكارات تعود علينا بالنفع لنتفوق
في جميع مجالات الحياة .
ماالذي يعيقنا ؟ ماذا نحتاج كي نكون ضمن صفوف المتميزين والناجحين ،
نخرج من ذاك الاطار الذي التزمنا به ورسخ في عقولنا ، نبني لنا قدرات لتظهر
من خلالها مواهبنا فيستفيق الغد مع اشراقته المعتادة .
ليس بالظرورة ان نكون على مستوى كبير من الذكاء في الحياة كي نكون ضمن صفوف الناجحين ، فهناك من يرسم لحياته اطر وقراءات تجعل منه انسان بسيط ولكن متميز بما يقوم به من خلال التعامل مع محيطه بموضوعية ودراسة لظواهر الامور ، حتى لا يحصر نفسه في زاوية الافراد الذين يتصفون بالسلبية فتتوقف عنده الحياة .
[/center]
</A>
لكلٍ منا طريقته في التفكير ، ولكلٍ منا جملة من القرارات التي تكمن في داخلنا نحاول ان نطلقها لهذا العالم كي نبني من خلالها شخصيتنا ، وتلك الطريقة لابد ان توظف بصورة صحيحة حتى نصل الى مبتغانا ونحاول ان نكون ضمن واقعنا نجتهد لما هو الافضل لنا ولمستقبلنا .
اذن فهناك طرق معينة ومساحات شاسعة ومقومات لو اعتمدناها سنتمكن من اكتساب مفاهيم جديدة وسياقات تصل بنا الى حياة متزنة وناجحة ، قد تكون هي سر هذا النجاح ، نصنعه بأيدينا وبخطوات ثابتة ومؤكدة تضمن لنا طريقاً معبداً وعالماً نحصد فيه جميع رغباتنا ، لتكون اساس هذا النجاح وسرٌ من اسراره .
اسرار النجاح والتفوق والشعور بنشوة النصر والاحساس المطلق باهمية الحياة وديموتها تكمن في بعض الامور والمواقف سنتطرق الي بعض منها حسب اهميتها :
السر الاول
التحلي بالاخلاق والامانة والصدق فهما اساس البنيان الذي سينشأ بشكل متين ، محصن من جميع المخاطر التي سنمر بها ونتخطاها بنجاح كبير ، فهذه المباديء وتلك القيم هي اساس ديننا الحنيف يتحلى بها سيد الخلق وامام المرسلين رسولنا محمد ( صلى الله عليه وسلم) فقد كان ومازال قدوتنا في جميع مراحل الحياة ، فلو بحثنا وددقنا في كل صغيرة وكبيرة لحياته سنجد اننا امام جبل اشموبنيان مرصوص ، قيم واهداف ، عبر واحكام ، فكر ناهض ، وسلسلة من النجاحات التي
التي لواقتبسنا منها اسس حياتنا وجعلنا منها منهجاً يعتمد في مدارسنا لكان النجاح حليفنا بستمرار.
السر الثاني
كسر باب الفشل من خلال رؤيتنا له ومحاولة التغلب عليه وعدم الانصياع لدواخلنا التي انقادت له في وقت معين حيث أن كسرَ هذا الباب بالتأكيد سيضع اقدامنا على اول الطريق واول خطوة لنا لتحقيق اهدافنا
السر الثالث
خلق الرغبة في النجاح والاصرار عليه ، من خلال رحلة استكشاف لدواخلنا وما قد مر بنا في هذه الحياة لنضع لائحة تتضمن الخطأ من الصواب والاسباب التي ادت الى ذلك ، عندها سنتلافى الخطأ حتى نتعلم كيف نمحوه بصورة نهائية ، وهذا يتم بالتدرج خطوة بعد خطوة .
السر الرابع
الالتحام المستمر مع شخصيات ناجحة ، نحاول البحث عنهم من خلال القراءة لهم او من خلال استكشاف حياتهم وحياة المقربين لنا الذين لمسنا فيهم روح التحدي والمثابرة التي وصلت بهم الى مبتغاهم وجعلت منهم قدوة نحتذي بهم .
السر الخامس
لاننتظر التشجيع او التقدير ممن حولنا ، ولا ننتظر الشكر على عملٍ نقوم به مادمنا قد وثقنا بخطواتنا ، فهناك شخصيات لا يعيرون هذا اي اهتمام ، لهذا ان اعتمدنا على كلمات ننتظرها منهم وهم غير مبالون سنفقد بذلك حماسنا وتشل عزيمتنا وتنتهي اول خطوة لنا نحو الهاوية .
السر السادس
تحديد الهدف الذي نرى انه يلائم شخصيتنا ، نحاول ان نرسم امامنا المستقبل وكيف نريد ان يكون بتحديد الاسس التي سوف يرتكز عليها ، بالتخطيط والتنظيم المسبق والتأني ، عندها سنعلم بأي اتجاه نسير وماهي خطواتنا التي ستصل بنا نحو النجاح .
السر السابع
. الايمان المطلق بقدراتنا وأننا قادرون على تحقيق احلامنا من خلال شخصيتنا التي يجب ان تكون قوية ومتزنة ، وان تكون هناك ثقة بكل خطوة لنا ، فالنجاح هو حلم كبير نبتغي دوما الوصول اليه وهذا يتم بالمثابرة والاجتهاد والاصرار على النجاح .
السر الثامن
ان يكون هناك اتصال مستمر مع الاخرين الذين يدعمون
حياتنا كي نحظى اولاً باستقرار نفسي
يبني دواخلنا لنتهيء لبناء استراتيجية خاصة بنا تحمل افكار
ثابتة وذات اواصر مترابطة ، وثانياً استقرار اجتماعي وهذا
هو ما يجعل هناك معنى لنجاحنا ، فلابد للنجاح من حافز
يجعلنا ننهض دائما ونتواصل .وكل هذا يتم من خلال
اسلوبنا في التعامل مع الاخرين .
السر التاسع
ان لا نقف مكتوفي اليدين ننتظر ان يبرمج لنا الاخرون حياتنا ، بل علينا المحاولة والتفاني من اجل حل اي عائق يصادفنا
وعدم الاعتراف بالهزيمة ، فحياتنا جملة من الفرص يجب اغتنامها في الوقت المناسب وبشكل عقلاني حتى نحقق
ما نتمنى .
بعد ما ذكرت بعضاً من اسرار النجاح والطرق التي يجب اعتمادها للوصول الى طريق النجاح والتميز
يتبين اني انتسب الى الفئة التي تعتمد التنظيم والتخطيط المتأني وتعتبره اساساً للنجاح .
اعجبني ( روس بروت ) حيث قال
عندما أقوم ببناء فريق فأني أبحث دائماعن أناس يحبون
الفوز ، وإذا لم أعثر على أي منهم فأنني ابحث عن أناس يكرهون الهزيمة
وقول ( وليام جيمس )
يجب أن تثق بنفسك .. وإذا لم تثق بنفسك فمن ذا الذي
سيثق بك !!؟؟
من التجارب التي شهدتها وكانت تحمل سمات الاصرار على النجاح والتميز
تجربة لصديقة لي . كانت تعاني من وضع مادي صعب ، فهي من عائلة بسيطة جدا
بالكاد توفر قوت يومها ، الاب مقعد والام ربة بيت بسيطة تحاول اسعاد ابنائها بمراعاتهم
وتربيتهم تربية حسنة ، كانت هي البنت الكبرى وبعدها ثلاث بنات وصبي صغير
كلمتني في يوم وهي في وضع صعب بأنها ستترك الدراسة للعمل ، لم اوافقها الرأي
وحاولت ان ابعد عن رأسها هذه الفكرة ، وطلبت منها ان تتأنى وتفكر جيدا وستجد حل ان شاءالله ، اقتنعت بكلامي وبدأنا فعلن بالتفكير ماذا سنفعل ؟، طلبت منها ان تضع اماها هدف وهو ان تصل الى ما تتمنى وقد كانت تحب ان تكون محامية ، وانت تعمل جاهدة لتحقيق هذا الهدف بالفعل تركتها لفترة فقد كان امامي سفر ، وكنت على اتصال معها اساعدها بين فترة واخرى
لاجد انها تتصل بي يوما وتخبرني انها وجدت الحل ، فهي كانت ماهرة في الخياطة
طلبت ان اساعدها في شراء ماكنة خياطة ، على ان تسدد لي ثمنها بالتقسيط ، وافقتها الراي
وانا كان في نيتي ان اقدمها هدية لها ، ولكن بعد اول خطوة تخطوها ، بدأت تعمل وتدرس
دراسة في الصباح ، وعمل شاق في الليل حتى تنهي ماهو مطلوب منها ،
بركة الله بدأت تنهال عليها، اخبرتها ان المكينة هدية مني لها ، فرحت بهذا فقد تخلصت من اقساطها ، ولكنها استغلت هذا بشراء مكينة اخرى من المال الذي ادخرته لتسديد ديني
فقد استخدمت فتاة اخرى معها كي تساعدها . وماشاءالله بعد سنة اصبح لديها مشغل صغير للخياطة ، مع الاستمرار بالدراسة وبشكل جيد ، حددت الهدف وسلكت طريق النجاح
هي الان محامية ناجحة ، تعمل في وزارة العدل ، بالاضافة الى عملها بالمشغل فقد اصبح
يحتوي خمس مكائن ، تدور باستمرار وتنتج لتثبت ان مابدات به وهو صغير قد كبر واثمر
لتساعد بذلك عائلتها التي ساهمت معها بهذا النجاح .
[</A></A>
ينتهي حديثنا ونحن نأمل ان نكون قد وصلنا الى اول الطريق الذي سنضع عليه اولى خطواتنا
التي ستصل بنا نحو النجاح والتميز .
والسلام عليكم ورحمه الله وركاتهـ